fbpx

يوم يتخلى عنك ابنك

من أهوال يوم القيامة

 

يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)
سورة عبس

قوله تعالى : يوم يفر المرء من أخيه أي يهرب ، أي تجيء الصاخة في هذا اليوم الذي يهرب فيه من أخيه ; أي من موالاة أخيه ومكالمته ; لأنه لا يتفرغ لذلك ، لاشتغاله بنفسه ; كما قال بعده : لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه أي يشغله عن غيره .
وقيل : إنما يفر حذرا من مطالبتهم إياه ، لما بينهم من التبعات .
وقيل : لئلا يروا ما هو فيه من الشدة .
وقيل : لعلمه أنهم لا ينفعونه ولا يغنون عنه شيئا ; كما قال : يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا .
وقال عبد الله بن طاهر الأبهري : يفر منهم لما تبين له من عجزهم وقلة حيلتهم ، إلى من يملك كشف تلك الكروب والهموم عنه ، ولو ظهر له ذلك في الدنيا لما اعتمد شيئا سوى ربه تعالى . وصاحبته أي زوجته وبنيه أي أولاده .

وذكر الضحاك عن ابن عباس قال : يفر قابيل من أخيه هابيل ، ويفر النبي – صلى الله عليه وسلم – من أمه ، وإبراهيم – عليه السلام – من أبيه ، ونوح – عليه السلام – من ابنه ، ولوط من امرأته ، وآدم من سوأة بنيه . وقال الحسن : أول من يفر يوم القيامة من أبيه : إبراهيم ، وأول من يفر من ابنه نوح ; وأول من يفر من امرأته لوط . قال : فيرون أن هذه الآية نزلت فيهم وهذا فرار التبرؤ .

وأمه وأبيه
قيل : إنما يفر حذرا من مطالبتهم إياه , لما بينهم من التبعات .
وقيل : لئلا يروا ما هو فيه من الشدة .
وقيل : لعلمه أنهم لا ينفعونه ولا يغنون عنه شيئا ; كما قال : ” يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ” [ الدخان : 41 ] .
وقال عبد الله بن طاهر الأبهري : يفر منهم لما تبين له من عجزهم وقلة حيلتهم , إلى من يملك كشف تلك الكروب والهموم عنه , ولو ظهر له ذلك في الدنيا لما اعتمد شيئا سوى ربه تعالى .

لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه في صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : سمعت رسول – صلى الله عليه وسلم – يقول : يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا ، قلت ، يا رسول الله ! الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال : يا عائشة ، الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض .خرجه الترمذي
عن ابن عباس : أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ” يحشرون حفاة عراة غرلا ” فقالت امرأة : أينظر بعضنا ، أو يرى بعضنا عورة بعض ؟ قال : ” يا فلانة ” ( لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) . قال : حديث حسن صحيح .
وقراءة العامة بالغين المعجمة ; أي حال يشغله عن الأقرباء . وقرأ ابن محيصن وحميد ( يعنيه ) بفتح الياء ، وعين غير معجمة ; أي يعنيه أمره . وقال القتبي : يعنيه : يصرفه ويصده عن قرابته ، ومنه يقال : اعن عني وجهك : أي اصرفه واعن عن السفيه ; قال خفاف :
سيعنيك حرب بني مالك عن الفحش والجهل في المحفل

تفسير القرطبي

المزيد :

لا توجد مقالات ذات صلة.
مشاركة
مشاركة
مشاركة
مشاركة
مشاركة

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليقاً

تابعونا على الفيسبوك

انضم الى المجموعة العامة

انضمي الى مجموعة النساء

Mafaza نود أن نظهر لك إشعارات بآخر الأخبار والتحديثات.
لاحقاً
تفعيل الإشعارات