fbpx

كيف كان اللقاء الأول بين رسول الله وجبريل

قصة نزول الوحي على رسول الله صل الله عليه وسلم

لما تقاربت سنه صل الله عليه وسلم الأربعين سنة، حبب إليه الخلاء فكان يذهب إلى غار حراء في جبل النور، فيقيم فيه شهر رمضان، ويقضي وقته في العبادة والتفكر، وكان اختياره صل الله عليه وسلم لهذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات، فكان ذلك من تدبير الله تعالى له ليستعد لحمل الأمانة الكبرى. ولما بلغ الأربعين سنة، وفي إحدى ليالي رمضان وقد كانت ليلة القدر ووافقت حينها يوم الاثنين، وبينما محمد صل الله عليه وسلم يتعبد بالغار، شاء الله عزوجل أن يكرمه بالنبوة وأن ينزل إليه جبريل عليه السلام بأول آية من آيات القرآن الكريم فكان اللقاء الأول بينه صل الله عليه وسلم وبين الملك جبريل عليه السلام. فشهد صل الله عليه وسلم أمراً لم يعهده من قبل، حيث جاءه جبريل عليه السلام على هيئته الملائكية وكان له ستمائة جناح قد غطى بها السماء، فقال له: (اقرأ) فقال صل الله عليه وسلم: (ما أنا بقارئ) فأخذه جبريل عليه السلام فضمه بقوة حتى أحس النبي صل الله عليه وسلم بالتعب ثم أنزله، وقال له: (اقرأ) فقال النبي صل الله عليه وسلم: (ما أنا بقارئ) فأخذه جبريل عليه السلام فضمه مرة ثانية حتى أحس النبي صل الله عليه وسلم بالتعب ثم أنزله، وقال له: (اقرأ) فقال النبي صل الله عليه وسلم: (ما أنا بقارئ) فأخذه فضمه مرة ثالثة ثم أنزله، وقال له:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} [العلق: 1-5]
 ثم رحل جبريل عليه السلام، ففزع النبي صل الله عليه وسلم ورجف فؤاده من هول الموقف، وانطلق مسرعاً إلى بيته في مكة، حيث زوجته خديجة رضي الله عنها فدخل وهو يقول: ( زملوني زملوني)
 – أي غطوني- فزملته حتى هدأ وذهب عنه الخوف، ثم أخبرها الخبر، فقالت خديجة رضي الله عنها 🙁 كلا والله مايخزيك الله ابداً ) ثم أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان نصرانياً، فأخبره رسول الله صل الله عليه وسلم بما رأى، فقال له ورقة: إن الله قد اختارك لتكون نبي هذه الأمة وما رأيته كان الوحي منه. 

وبهذا يكون الله جل وعلا قد اختص شهر رمضان ليشرف فيه رسوله صل الله عليه وسلم بالنبوة والوحي ونزول أول آية من آيات القرآن الكريم.

وسنسرد لكم الآن الأدلة التي تثبت صحة هذه الواقعة :

١- عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلاَءُ، وَكَانَ ‌يَخْلُو ‌بِغَارِ ‌حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ – وَهُوَ التَّعَبُّدُ – اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ»، قَالَ: ” فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ} [العلق: ٢] ” فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي» فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ: «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي» فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العِبْرَانِيَّ، فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ»، قَالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الوَحْيُ. رواه البخاري ومسلم 

٢- قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}  [البقرة : 185] 

٣- قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر : 1]

٤- قال تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3)} [الدخان : 2-3] 

٥- عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الِاثْنَيْنِ فَقَالَ: ( فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ ). رواه مسلم

المصادر:
صحيح البخاري
صحيح مسلم
 

المزيد :

لا توجد مقالات ذات صلة.
مشاركة
مشاركة
مشاركة
مشاركة
مشاركة

قد يعجبك أيضاً

2 Comments

اترك تعليقاً

تابعونا على الفيسبوك

انضم الى المجموعة العامة

انضمي الى مجموعة النساء

Mafaza نود أن نظهر لك إشعارات بآخر الأخبار والتحديثات.
لاحقاً
تفعيل الإشعارات