اللقاء الأول بين رسول الله وجبريل

كيف كان اللقاء الأول بين رسول الله وجبريل

سنخبركم عن اللقاء الأول بين رسول الله وجبريل فعندما تقاربت سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأربعين سنة، حبب إليه الخلاء والعزلة. كان يذهب إلى غار حراء في جبل النور، يقيم فيه شهر رمضان ويتعبد ويتفكر. كانت هذه العزلة تحضيراً من الله تعالى لتحمل الأمانة الكبرى. وعندما بلغ الأربعين، جاءه جبريل عليه السلام في ليلة القدر، وكان ذلك اللقاء الأول بين رسول الله وجبريل عليه السلام.

اللقاء الأول بين رسول الله وجبريل

العزلة والتحضير للنبوة

عندما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سن الأربعين، كان يذهب إلى غار حراء ليختلي بنفسه ويتعبد. اختار هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات. كان ذلك من تدبير الله تعالى ليكون جاهزاً لتحمل الأمانة الكبرى.

اللقاء الأول في غار حراء

في إحدى ليالي رمضان، بينما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء، جاءه جبريل عليه السلام. كان جبريل على هيئته الملائكية بستمائة جناح قد غطى بها السماء. قال له: “اقرأ”، فرد النبي: “ما أنا بقارئ”. فأخذه جبريل وضمه بقوة حتى أحس النبي بالتعب ثم أنزله. قال له مرة أخرى: “اقرأ”، فرد النبي بنفس الجواب. في المرة الثالثة، ضمه جبريل وقال له:

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}

[العلق: 1-5]

رد فعل النبي ورحلته إلى البيت

عندما رحل جبريل عليه السلام، فزع النبي ورجف فؤاده. عاد مسرعاً إلى بيته حيث زوجته خديجة رضي الله عنها. دخل وهو يقول: “زملوني زملوني” – أي غطوني – فغطته خديجة حتى هدأ وذهب عنه الخوف. أخبرها النبي بالحدث، فقالت له: “كلا والله ما يخزيك الله أبداً”. ثم أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان نصرانياً. عندما أخبره النبي بما رأى، قال ورقة: “إن الله قد اختارك لتكون نبي هذه الأمة وما رأيته كان الوحي منه”.

أدلة تثبت صحة الواقعة

حديث عائشة رضي الله عنها

عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلاَءُ، وَكَانَ ‌يَخْلُو ‌بِغَارِ ‌حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ – وَهُوَ التَّعَبُّدُ – اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ»، قَالَ: ” فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ} [العلق: ٢] ” فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي» فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ: «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي» فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العِبْرَانِيَّ، فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ»، قَالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الوَحْيُ.

رواه البخاري ومسلم

القرآن الكريم

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}

[البقرة: 185]

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}

[القدر: 1]

{وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3)}

[الدخان: 2-3]

حديث أبي قتادة رضي الله عنه

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الِاثْنَيْنِ فَقَالَ:

(فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ).

رواه مسلم

سؤال وجواب

كيف تأثر النبي صلى الله عليه وسلم بلقاء جبريل عليه السلام؟

النبي صلى الله عليه وسلم فزع من هول الموقف ورجف فؤاده، وعاد مسرعاً إلى بيته ليطمئن عند زوجته خديجة رضي الله عنها.

ما هو دور خديجة رضي الله عنها في هذه الواقعة؟

خديجة رضي الله عنها طمأنت النبي صلى الله عليه وسلم وأخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ليؤكد له أنه قد اختير ليكون نبي هذه الأمة.

خاتمة

كانت هذه الواقعة العظيمة بداية الرسالة الإسلامية ونزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. شهدت هذه اللحظة التاريخية بداية تحولات جذرية في حياة النبي وحياة الأمة الإسلامية بأكملها.

المصادر

  • صحيح البخاري
  • صحيح مسلم

المزيد :

لا توجد مقالات ذات صلة.

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليقاً


تابعونا على الفيسبوك


انضم الى المجموعة العامة


انضمي الى مجموعة النساء