25D8 25A7 25D9 2584 25D8 25AC 25D9 2588 25D8 25A7 25D8 25A8 082

سبب نزول الآية الأولى من سورة التحريم

سبب نزول الآية الأولى من سورة التحريم

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [التحريم : 1]

لقد وردت أسباب متعددة لنزول هذه الآية الكريمة، وفيما يلي عرض لأهم تلك الأسباب وفقًا لما جاء في كتب التفسير والحديث النبوي الشريف.

يوجد في سبب نزولها رأيين:

الرأي الأول: حادثة العسل

أن النبي صل الله عليه وسلم كان يحب شرب العسل وكان صل الله عليه وسلم يدورعلى نسائه كل يوم بعد صلاة العصر ويتفقد أحوالهن. وفيه قولين:

قيل: وكانت السيدة حفصة رضي الله عنها قد أهدتها قريبتها جرة عسل فسقت منه النبي صل الله عليه وسلم فأحبه وأصبح عندما يمر عليها بعد العصر يجلس عندها وقتاً أطول مما يجلس عند بقية نسائه ليشرب من العسل فأصابت السيدة عائشة رضي الله عنها الغيرة ولما عرفت السبب قررت أن تتفق مع نساء النبي رضي الله عنهن على رسول الله صل الله عليه وسلم، فأخبرت السيدة عائشة السيدة سودة رضي الله عنهما بذلك ثم قالت لها: عندما يخرج النبي من عند حفصة ويأتي إليكِ سيقترب منكِ فقولي له: يا رسول الله هل أكلت مغافير؟ (المغافير: هو صمغ حلو له رائحة كريهة) فإنه سيقول لكِ: لا، فقولي له: إذاً ماهذه الرائحة؟ فسيقول لكِ سقتني حفصة عسل، فقولي له: جرست نحله العرفط(أي لقد صنعت هذا العسل نحلة أخذته من شجر العرفط و العرفط: هو الشجر الذي ينتج الصمغ ذو الرائحة الكريهة) وأنا سأقول ذلك له عندما يأتي إلي وأنت ياصفية قولي له كذلك عندما يأتي إليكِ. فلما أتى النبي صل الله عليه وسلم إلى سودة رضي الله عنها قالت: (وهي تروي لعائشة ماحدث معها: والله لقد كنت سأخبر النبي بما قلتي لي وهو مازال عند الباب خوفاً من لومكِ) فلما اقترب رسول الله صل الله عليه وسلم من سودة رضي الله عنها ، قالت له: يارسول الله أكلت مغافير؟ قال: لا، قالت: فما هذه الرائحة؟ فقال: سقتني حفصة عسل، فقالت له: جرست نحله العرفط. فلما جاء صل الله عليه وسلم إلى عائشة رضي الله عنها قالت له: مثل ما قالت سودة رضي الله عنها، ثم ذهب إلى صفية رضي الله عنها فقالت له: مثلهما. وفي اليوم التالي، لما تفقد رسول الله زوجاته وجاء إلى حفصة رضي الله عنها قالت له: أسقيك من العسل يارسول الله؟ فقال لها: لا أريد. فعرفت زوجاته بذلك، فقالت سودة رضي الله عنها لعائشة رضي الله عنها: سبحان الله لقد حرمناه منه، فقالت لها عائشة رضي الله عنها: اسكتي.

الحديث الأول الذي يدل على ذلك:

كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ، فَيَدْنُو مِنْهُنَّ، فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يَحْتَبِسُ، فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ، فَقِيلَ لِي: أَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةً مِنْ عَسَلٍ، فَسَقَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ شَرْبَةً، فَقُلْتُ: أَمَا وَاللهِ لَنَحْتَالَنَّ لَهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَوْدَةَ، وَقُلْتُ: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ، فَإِنَّهُ سَيَدْنُو مِنْكِ، فَقُولِي لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ: «لَا»، فَقُولِي لَهُ: مَا هَذِهِ الرِّيحُ؟ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَنْ يُوجَدَ مِنْهُ الرِّيحُ، فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ: «سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ»، فَقُولِي لَهُ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، وَسَأَقُولُ ذَلِكِ لَهُ، وَقُولِيهِ أَنْتِ يَا صَفِيَّةُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى سَوْدَةَ قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كِدْتُ أَنْ أُبَادِئَهُ بِالَّذِي قُلْتِ لِي، وَإِنَّهُ لَعَلَى الْبَابِ فَرَقًا مِنْكِ، فَلَمَّا دَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ قَالَ: «لَا»، قَالَتْ: فَمَا هَذِهِ الرِّيحُ؟ قَالَ: «سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ»، قَالَتْ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ، قُلْتُ لَهُ: مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ، فَقَالَتْ بِمِثْلِ ذَلِكَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَسْقِيكَ مِنْهُ؟ قَالَ: «لَا حَاجَةَ لِي بِهِ»، قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ حَرَمْنَاهُ، قَالَتْ: قُلْتُ لَهَا: اسْكُتِي. رواه مسلم

وقيل: وكان النبي صل الله عليه وسلم عندما يذهب الى زينب بنت جحش رضي الله عنها ليتفقد أحوالها بعد صلاة العصر تسقيه عسلاً فيجلس عندها وقتاً أطول من بقية نسائه فغارت بسبب ذلك السيدة عائشة وحفصة رضي الله عنهما واتفقتا على أنه عندما بذهب إلى كل واحدة منهن أن تقول له هل أكلت مغافير؟ لأني أشم منك رائحة مغافير. فلما جاء إليهما قالتا له ذلك. فقال صل الله عليه وسلم: لا، ولكني شربت عسلاً من عند زينب بنت جحش. وحلف أن لا يشرب من عسل زينب رضي الله عنها مرة ثانية، وقال لعائشة رضي الله عنها: لا تخبري أحداً بذلك.

الحديث الثاني الدال على ذلك: (وهذا القول هو الأصح)

عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَيَمْكُثُ عِنْدَهَا، فَوَاطَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ عَلَى أَيَّتُنَا دَخَلَ عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ لَهُ: أَكَلْتَ مَغَافِيرَ، إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ، قَالَ: «لاَ، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَشْرَبُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَلَنْ أَعُودَ لَهُ، وَقَدْ حَلَفْتُ، لاَ تُخْبِرِي بِذَلِكَ أَحَدًا». رواه البخاري

عن عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ، تُخْبِرُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلًا، قَالَتْ: فَتَوَاطَأْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَنَّ أَيَّتَنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَلَنْ أَعُودَ لَهُ»، فَنَزَلَ: {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ} [التحريم: 1] إِلَى قَوْلِهِ: {إِنْ تَتُوبَا} [التحريم: 4] لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ، {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: 3]، لِقَوْلِهِ: «بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا». رواه مسلم

(وقد حلف رسول الله صل الله عليه وسلم وحرَّم على نفسه ذلك العسل لأنه كان يكره أن يشم أحداً منه رائحةً كريهة)

الرأي الثاني: حادثة مارية القبطية

أن النبي صل الله عليه وسلم حرَّم على نفسه جاريته مارية القبطية التي أهداها له المقوقس ملك الإسكندرية وحلف أن لا يدخل عليها إرضاء لزوجاته وقد روي هذا الرأي في كتب الفقه والتفسير.

وكلا الرأيين صحيح إلا أن الحديث الثاني من الرأي الأول أصح.

المصادر:
صحيح البخاري (النص والحاشية)
صحيح مسلم

المزيد :


قد يعجبك أيضاً

اترك تعليقاً


تابعونا على الفيسبوك


انضم الى المجموعة العامة


انضمي الى مجموعة النساء